الخميس، 4 يوليو 2013

قطر بلد المتناقضات و المفارقات




اتخذ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني هذا الأسبوع إجراء غير مسبوق على الإطلاق بعدما قرر التنازل عن الحكم لصالح ابنه وولي عهده الأمير تميم آل ثاني ليصبح أصغر حاكم دولة في منطقة الشرق الاوسط.
فما هي التركة التي ورثها الأمير تميم من أبيه؟

سبق وقلت لرئيس وزراء قطر في مستهل مقابلة خاصة لبي بي سي "دعني أكون صريحا معك أنت لا توافق على الكثير من السياسات الأمريكية في الشرق الاوسط وفي الوقت ذاته تستضيف أكبر قاعدة عسكرية لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في المنطقة.

فلم يبد من رد فعل سوى الصمت ثم إظهار ابتسامة صغيرة وقال "هذا صحيح، لكننا نملك مفاتيح القاعدة".
كانت هذه المحادثة قبل عشر سنوات والأن أصبح لدى قطر حاكم جديد ورئيس وزراء جديد.
كما تغيرت معالم المكان مقارنة بأول زيارة لي للبلد في أوائل تسعينيات القرن الماضي اذ برزت ناطحات السحاب فوق أراض الصحراء.
وأصبحت قطر التي كانت في السابق أكثر دول الخليج خمولا وأقلها نشاطا تستخدم ثروتها النفطية الهائلة على نحو جعلها في الآونة الأخيرة أسرع الدول مسارا ومن بين الدول ذات القوة الاقتصادية.


متناقضات ومفارقات
ومما لا شك فيه أن قطر التي يبلغ تعداد سكانها أقل من 500 ألف نسمة تعد من الدول الثرية لكنها في الوقت عينه دولة زاخرة بالمتناقضات والمفارقات غير المنطقية.
نبدأ بحركة طالبان، فقد قدمت قطر عرضا سخيا لاستضافة مفاوضات سلام وسط حيرة واتهامات مضادة من جانب أفغانستان.
وكان مبعث الجدل بشأن علم طالبان الذي لم يكن من المفترض أن يوضع على المبنى بل كان داخل جدران محيطة بمبناهم وخارج مكتبهم.
وبعد انتقادات وجهها القطريون أنزلت طالبان علمها وبعدما ضمنت عدم رؤية أحد وضعته من جديد، لكن هذه المرة وضعته على ساري صغير.
وتعتبر طالبان حركة إسلامية متشددة تربطها صلات بحركات التمرد طويلة الأجل في أفغانستان فضلا عن إنكارها جميع مباهج الحياة.
وعلى بعد أقل من ساعة بالسيارة في العاصمة الدوحة توجد قاعدة العُديد الجوية الأمريكية.
من هذه القاعدة يجري تنسيق جميع العمليات الجوية التي تنظمها قوات الحلفاء.
توازن المطالب
وفيما يتعلق بإسرائيل لعبت قطر وهي بلد عربي مسلم وصاحبة قناة الجزيرة الفضائية دورا في استضافة الكثير من المحافل التي سببت صداعا لإسرائيل.
في الوقت عينه وهو غير معروف لدى الكثير من الناس فقد كان لإسرائيل مكتب تمثيل تجاري في قطر أغلقته عام 2009 في أعقاب الهجمات العسكرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.



ولا تنتهي المفارقات عند هذا الحد فمن بين جميع دول الخليج تعتبر قطر أقرب دولة بالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين التي سيطرت على مقاليد الحكم في مصر.
كما أنها تستضيف على أراضيها الأب الروحي للجماعة الداعية الاسلامي الشهير يوسف القرضاوي.
وعلى الرغم من كون قطر تفرض حظرا على الكحوليات لكن بوسعك أن تعثر على بعض الحانات إن كنت محنكا وتعرف طريقك.
ويواجه الأمير الجديد تحديات بليغة تتمثل في محاولة التوازن بين مطالب المواطنين المخلصين لبلادهم الذين يرفضون تسلل مثل هذه السلوكيات الغربية غير الأخلاقية وأولئك الذي يرغبون في المزيد من انفتاح بلدهم على العالم الخارجي.
وقضى الشيخ تميم آل ثاني الذي بلغ عامه الثالث والثلاثين، السنوات العشرة الماضية في التدريب على تولي السلطة من والده وسرعان ما بايعه القطريون.
وكان الشيخ تميم ضالعا في زيادة ثقل الإمارة على الساحة الدولية حيث دعم المعارضة في ليبيا ثم في سوريا.
ومازلت أذكر منذ فترة ليست ببعيد الرئيس المصري السابق حسني مبارك وهو يشكو خلال خلاف مع حاكم قطر قائلا "لماذا أهتم ببلد تعداد سكانه يعادل حجم نزلاء فندق صغير".
لكن الكثير من الناس اصبحوا يولون اهتماما بها الان.


منقول من بي بي سي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق