الخميس، 27 يونيو 2013

العرب يتربعون على قمة قائمة محرك جوجل في تصفح الجنس

شهد أواخر التسعينيات من القرن الماضي تناول كثير من الصحف البريطانية القلق الذي حل بـ "تيم بيرنرز لي" مخترع شبكة الإنترنت بشأن مستقبل الشبكة العنكبوتية وكيفية استخدامها لنشر معلومات خاطئة لأسباب شخصية من جهة، أو نشر مواد فاسدة لا تفيد المستخدمين، مضيفاً أنه إذا أطلق العنان لمثل هذه الاستخدامات دون مراجعة يمكن أن تحدث أشياء سيئة، ومن هذا المنطلق بدأ بتأسيس مشروع شبكة بحث علمي لدراسة التداعيات الاجتماعية لتطور الإنترنت موضحا أنه لم يدرك أن تطور الإنترنت قد يعاني الكثير من الأمور السيئة للغاية وأضاف أن "بعض القوى غير الديمقراطية قد تظهر وكذلك ستبدأ المعلومات الخاطئة في الانتشار عبر الإنترنت وقال بيرنرز لي إن دراسة هذه القوى وأسلوب تأثرها بالتكنولوجيا الأساسية صار واحدا من الأمور التي نؤمن بأهميتها الشديدة".هذا هو حال وقلق مستخدم الإنترنت في أواخر التسعينيات عندما بدأت الشبكة العنكبوتية في الانتشار على مستوى العالم حينذاك إلى هذا الوقت والذي أصبح منتشرا في كل منزل ومكتب ومع كل جهاز نقال

وأسس تيم بيرنرز  شبكة الإنترنت وبدأ بنشرها بهدف الاستخدام الأمثل ودخول العولمة ووصول المعلومة والمشاركة من جميع أنحاء العالم، فهي كما تسمى " شبكة الشبكات" من خلالها يمكن ربط الأجهزة والشبكات الكبرى بها في جميع أنحاء العالم.



النشر دون رقيب أو حسيب  

إلا أن تلك الإيجابيات جعلت من " تيم بيرنرز" التفكير العميق في ماهية السلبيات التي قد يعانيها مستخدمو الإنترنت من جهة، ومصداقية المعلومات من جهة أخرى، لاسيما كون "الإنترنت" ملكا للجميع وبإمكان الجميع الدخول ونشر المعلومات دون رقيب أو حسيب.

في السياق نفسه تعتبر إيجابيات الإنترنت لا حصر لها فيمكن استخدام الإنترنت في مجال الدراسة والتعلم حيث تتوافر الكثير من الموسوعات والمراجع، تشكل لهم مصدراً هائلاً للمعلومات لكتابة الأبحاث والواجبات المدرسية.


وأيضا تنمية مهارات الاستطلاع والتعلم الذاتي، حيث صاغ الإنترنت شكلا جديدا للتعليم والتعلم الاستكشافي المفتوح والمشوق المدعم بالصوت والصورة وهي الوسيلة الفعالية أخيرا لتوصيل المعلومات، ولا شك أن تنمية مهارة الأسلوب التفاعلي والمشاركة بالمعلومات والآراء يرقى بمستوى التعليم، وأيضا تعلم فن البيع والشراء عبر التجارة الإلكترونية، فالكثير من مستخدمي الإنترنت بدأ كالمتصفح العادي وانتهى به الحال كأحد خبراء التقنية أو أحد أكبر تجار التقنية، والاستحواذ على فنون الإنتاج والتسويق الإلكتروني والذي بدأ الشرق الأوسط بالوعي في هذا المجال.

ومن إيجابيات استخدامات الإنترنت استكشاف العالم ومتابعة كل ما يطرأ عليه من مستجدات في جميع المجالات الثقافية والفنية والرياضية والسياسية بصورة موسعة ومن عدة مصادر، وأيضا تعلم اللغات الأجنبية المختلفة، تنمية الهوايات والمهارات، فكل بحسب اهتماماته وهواياته، وأيضا متابعة مستجدات الابتكارات والمكتشفات في جميع أنحاء العالم، وممارسة الألعاب الجماعية ، كالألعاب التعليمية و ألعاب الذكاء، بحيث تنمي فيهم روح المنافسة واكتساب أصدقاء على مستوى العالم من خلال المحادثة والمراسلة.







ويعد تعلم مهارات التواصل والحوار مع الجنسيات المختلفة والاطلاع على ثقافات الشعوب وعاداتها وقضاياها، هي من سمات المستخدم المثقف والذي يطلع على تلك الشعوب والجنسيات من مبدأ المعرفة والدراسة بتجارب الآخرين. وأيضا يساعد الإنترنت في تعزيز اللغة العربية "قراءة وكتابة" حين يستخدم المتصفح المواقع العربية وكذلك تقوية لغته الإنجليزية في حال اطلاعه واستخدامه للمواقع الإنجليزية.

ولا نغفل مستخدمي ومتصفحي من ذوي الاحتياجات الخاصة والذي أسهم بشكل فعلي في إبراز مشاركاتهم وفكرهم وابتكاراتهم وإنجازاتهم، وأيضا المكفوفين والذي أصبح بين أيدهم الأجهزة التقنية الحديثة والتي تحول النصوص إلى مواد سمعية أو ما إلى ذلك.


البداية كانت من الصين

بدأت تظهر في الصين مشكلة الاستخدام السيئ للإنترنت حيث دعت الحكومة هناك المواقع الإلكترونية المحلية للتوقيع طوعاً على معاهدة تحكم محتويات التسجيلات الصوتية والمرئية على الإنترنت.

وشددت السلطات الصينية على ضرورة ممارسة المواقع رقابة ذاتية للحفاظ على الشبكة "سليمة ومنظمة"، يأتي ذلك في إطار جهود الحكومة لفرض رقابة أكبر على قطاع الإنترنت المتنامي بسرعة في الصين ولمنع نشر محتويات تعتبر ضارة أو مخربة.

وتعاني الصين الأمرين من سوء استخدام الإنترنت وبالرغم من الإحصائيات التي تشير إلى ارتفاع أعداد المستخدمين هناك إلا أن ذلك لا يعكس طبيعة هذا الاستخدام والأضرار الناجمة عنه خاصة أن هذا البلد يشكو باستمرار من ازدياد ظاهرة إدمان الإنترنت، ليأتي "الجنس" هو الآخر ليزيد الطين بلة للمارد الصيني.

وفي صحوة للحكومة الصينية لكبح جماح أضرار الإنترنت قامت السلطات هناك بحملة مكافحة الإباحية الجنسية على الإنترنت حيث قامت بإغلاق 44 ألف موقع إلكتروني، واعتقلت 868 شخصا خلال العام الماضي، و حكم على 1911 شخصاً بغرامات غير محددة بسبب "أنشطة إباحية". وتم التحقيق في 500 قضية جنائية، ومحو أكثر من 440 ألف "رسالة إباحية"، مع التركيز مستقبلاً على المواقع التي تتضمن مادة مرئية أو مسموعة أو التي يمكن عبرها إرسال معلومات إلى الهواتف المحمولة.


غير أن بعض النقاد أرجعوا سبب الحملة ضد الإباحية على شبكة الإنترنت لحرمان المعارضة من حرية التعبير من خلال الإنترنت. وذكرت صحيفة "تشاينا ديلي " أن الصينيين فضلوا كلمات المال والتكنولوجيا في عمليات البحث على الإنترنت، في حين كان الجنس هو موضوع البحث الأكثر شيوعا بين مستخدمي الإنترنت في بعض الدول العربية  !!!!!!!!!!!

المتصفحون العرب والبحث

وفي بحث بسيط أجراه أحد المتطوعين السعوديين على الإنترنت من خلال خدمة "Google Trends " والتي تعد أكثر الكلمات شيوعاً في عمليات البحث، فقد جزأ بحثه على قسمين فيما يخص الاستخدام الحسن والاستخدام السيئ وبظهور نتائج مقارنة مع الدول العربية المجاورة. بدأت عمليات البحث من كلمة "ثقافة" حيث احتلت السودان الأولى في عملية البحث عن هذه الكلمة، يليها في المركز الثاني سورية والثالث اليمن والرابع ليبيا والخامس الأردن ( وحسب الجدول البياني المرفق يليها المراكز الأخرى) .

ومن ثم بدأ بعمليات البحث عن كلمات " علوم" ، "أبحاث" و" تكنولوجيا " حيث بدأت المراكز والثقافات مختلفة بين الدول، وكما يبدو في عمليات البحث فإن السعودية تنافس على المستويات المتأخرة في عمليات البحث.

وانتقل الباحث بعد ذلك لعمليات البحث التي تخص بعض الكلمات السيئة والتي تدل على سوء الاستخدام، والذي بحد ذاته "جوجل" يساعد في تلك الاستخدامات السيئة، حيث بدأ الباحث بالبحث عن كلمة "فضائح" و"جنس" و"بنات" فاضحاً جميع المستخدمين والذي انتهزوا محرك بحث "جوجل" إلى الاستخدام السيئ.
من جهة أخرى، يحصر المختصون الاجتماعيون كثيرا من النقاط السلبية التي انجرف إليها كثير من المستخدمين، تأتي في مقدمة تلك الاستخدامات كثرة المواقع الإباحية والتي تتكاثر يوما بعد يوم وخاصة تلك التي يتم نشرها ودسها بأساليب عديدة في محاولة لاجتذاب الأطفال والمراهقين إلى سلوكيات منحرفة ومنافية للأخلاق، وأيضاً تم رصد حالات تعرض لعمليات احتيال ونصب وتهديد وابتزاز سواء تم الاحتيال عن طريق الإنترنت والتهديد مباشرة عن طريق الواقع أو العكس، وأيضا لاحظ المختصون وجود غواية للأطفال والمراهقين حيث يتم التحرّش بهم وإغواؤهم من خلال غرف الدردشة والبريد الإلكتروني.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق